Top Ad unit 728 × 90

أخبار الانترنت

حلقات

هده فقط معاينة للنصوص التي سوف تكتبها هنا

من المعروف إن سكان شمال أفريقيا هم جزء من سكان أفريقيا فيما وراء الصحراء، حيث سبقت العروبة أو اللس
ان العربي إلى أفريقيا قبل وصول الإسلام بفترة طويلة إلى شرقها وغربها.
ويعتبر وصول البرقاويين إلى غرب القارة وتأسيسهم لإمبراطورية غانا من أقوى الأدلة على ذلك، كما أن وصول القبائل العربية إلى شرق القارة بمن فيهم قبيلة حبش العربية التي كونت امبرطورية الحبشة ، وحظيت بأول هجرة للمسلمين إليها بعد انبلاج فجر الدعوة الاسلامية، حيث دعا" رسول الله صلى الله عليه وسلم" أصحابه للهجرة إليها قائلا: ( إن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد)، وبذلك أنساب الإسلام في تلك الديار بكل يسر.
والدراسة التي بين أيدينا تتناول التركية الاجتماعية لجزء من القارة الأفريقية ، متمثلة : في قبائل البرابيش ، وعشائرها وبطونها وأفخاذها المنتشرة في أكثر من ثلاثين دولة افريقية نذكر منها على سبيل المثال :ليبيا ، تشاد، النيجر، مالي، غينيا بيساو، غينيا كونا كري، غانا، الجابون، الكونغو،و تنزانيا.
وهي تمثل اللحمة الاجتماعية بين الشمال والجنوب فتفرعاتها من علاونة، وأولاد ناصر، وأولاد سليمان ،وأولاد موسى ،وأولاد غنام، وأولاد اعيش، وأولاد إدريس، وأولاد عبد الرحمن ،والرحامنة ،والجعافرة ،والكوانين البيض ،والكحل ،والمحافظ، وأركان والسكاكنة، وأهل أروان ، الذين انتقلوا عبر هجرات متتالية في أرجاء القارة الأفريقية دون أن يكون هناك حدود أو بوابات تمنعهم من الانتقال ومن ثم الاستقرار في تلك المناطق.
إلاّ أن الاستعمار لا يروقه مثل هذا الامتزاج ؛ فراح يروج الإشاعات والأباطيل بقصد فصل الثقافة العربية عن الثقافة الأفريقية، وهو يعلم إنه إنما يفصل الرأس عن الجسد ، وعندما فشلت مخططاته، زحف على هذه القارة في موجات همجية متتالية، تذكرنا بأسراب الجراد التي تعرضت لها القارة خلال فترات تاريخية مختلفة، ولم يمض وقت طويل على بداية إرهاصات ظهور الأوربيين على سواحل القارة الأفريقية حتى تقاسمت قوى الشر والعدوان � خمس دول أوربية- جميع تراب القارة، في ظاهرة استعمارية لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلاً في مؤتمر برلين عالم 1884- 1885.
لقد انكروا بأن يكون لأفريقيا تاريخ وحضارة، ووصفوا الثقافة الأفريقية بالبدائية والهمجية، لذلك حاولوا طمس الكثير من معالمها وخصائصها وتراثها ، كما اجتهدوا في حشد أكبر عدد ممكن من الادعاءات المنافية للحقيقة لإشاعة العداوة والبغضاء بين العرب والأفارقة ، ونسوا أو تناسوا أن 77% من العرب يقطنون القارة الأفريقية، وأن جل القبائل الأفريقية ماهي إلا امتداد لبعضها البعض ، بل تخصص باحثون في ترويج نظرية سلالية تدعي أن الجذور العرقية لسكان الشمال الإفريقي موجودة خارج القارة ، وأن العرب غرباء على أفريقيا ، حيث جاؤوها مستعمرين ، وأغلبهم تجار رقيق.
لقد عمل الاستعمار بكل وسائله لتصبح الصحراء الكبرى حاجزا بين أبناء القارة ، بفصل شمالها عن جنوبها ، بإلغاء خطوط المواصلات البرية التي كانت منتشرة، وتعرف بطرق القوافل وفرض اللغات الأوربية، وإلغاء الحرف العربي، الذي كان مستخدما في عدد من اللغات الأفريقية مثل: الهوسا الفلان،السواحلية، والامهرية، والتقرنية، وغيرها.
تعمل هذه الدراسة في إطار سلسلة من تاريخ القبائل الأفريقية، اذ تبين بالدليل والبرهان عمق التلاحم الاجتماعي بين أبناء القارة الواحدة، تعمدت في هذه الدراسة أن أستشهد بوثائق أفريقية تعود لفترة طويلة من الزمن ، لكي تكون الرد القوي على مزاعم الاستعمار والمشككين من عملائه، الذين ليست من مصلحتهم توحيد القارة الأفريقية، وتجاوز الخلافات بين أبنائها والخروج بها إلى مصاف القارات المتقدمة. لذلك أخذت هذه الدراسة ثلاثة جوانب : الأول: دراسة لقبائل البرابيش، وتناولت اسمهم، ونسبهم، وتقسيمهم إلى عشائر وأفخاذ. كما تطرقت إلى مناطق تواجدهم، ودورهم القيادي في المنطقة، وتأثيرهم على ممالك وامبرطوريات غرب أفريقيا والشمال الإفريقي.
اما الجانب الثاني : فيتناول قبيلة البرابيش من خلال ما كتبه ابن أد، وهو من الأسر العلمية العريقة، الضاربة أمجادها في أغوار التاريخ الإفريقي. تناول صاحب هذه المخطوط تاريخ القبيلة ، ومن سكن منها في منطقة أزواد، من أروان إلى تنبكت، فنواحيهما: شرقاً وغرباً من طوارق مقشرن، وأولاد عبد الرحمن ، كما تناول منشأتهم وتقسيماتهم وانتشارهم وحروبهم ثم تناول قبائل الزوايا وأولاد بسبع ووصولهم إلى المنطقة، ونسبهم، وكذلك أولاد عبد الرحمن وكيف انتقلوا من أحواز مراكش إلى أفريقيا فيما وراء الصحراء، نتيجة للحروب التي وقعت بينهم وبين أبناء جلدتهم ، ثم تناولت الحضور المغربي في المنطقة بقيادة جودر زمن السلطان المنصور الذهبي ، حاكم الدولة السعدية ، وصراع هذا الأخير مع الملك اسكيا داود، سلطان إمبراطورية سنغاي التي انهارت نتيجة للصراع على السلطة ، الذي دمر إدارة الإمبراطورية. ثم تناولت المخطوطة دراسة شخصيات أفريقية لعبت دورا تاريخيا في القارة من أمثال : عب بن مخلوف، وسيدي أحمد الخليف الرقادي، وسيدي أحمد بن اد، وغيرهم.
إضافة لهذا تعرضت إلى الكوارث الطبيعية التي مرت بها المنطقة ودخول المستعمر إليها وتصدي الأهالي له.
أما الجانب الثالث: فيتناول تاريخ أروان لسيدي عروة بن سيدي الحبيب، وقد درس فيه العالم أحمد بن اد بن أبي بكر، وخروجه من أروان إلى كل السوق، المدينة العظيمة التي شهدت وصول عقبة بن نافع الفهري، وأصحابه إليها، كما أنه كرر دخول المغاربة للمنطقة، إضافة لهذا تطرق إلى البرابيش ومجئ أفخاذهم من أولاد عبد الرحمن وأولاد سليمان وأبي خصيب وأولاد غنام، وأولاد عمران.....الخ، وأفاد إنهم من أصل واحد.
ثم تناول الكوانين وأولاد بهند ووصفهم بالشجاعة، وقال إن أصولهم عربية و ثم درس حركة الاتصالات البرية بين اروان وتوات وغدامس، كما درس الأحداث التي مرت بها المنطقة.
والجدير بالملاحظة أن قبيلة البرابيش لم تكن القبيلة الوحيدة التي مثلت ثقلاً سياسياً واقتصاديا واجتماعيا في أفريقيا ، بل هناك قبائل عدة أدت دوراً مماثلاً، نتعرض لها في دراسات قادمة ضمن سلسلة من تاريخ القبائل الأفريقية، كقبائل الفلان ، والطوارق، والهوسا، والقرعان، والتبو، والزغاوة، والماندنجو،والبنبارة، والمحاميد، وغيرها من القبائل التي ستتم دراستها في الإعداد القادمة إن شاء الله.
هده فقط معاينة للنصوص التي سوف تكتبها هنا Reviewed by Unknown on 3:44 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.